10 - 05 - 2025

كلام والسلام | اللي يحب النبي يزق

كلام والسلام | اللي يحب النبي يزق

آفة هذا الوطن .. المثقفون الافاقون.. النخبة الفاسدة .. وإعلام اللي يحب النبي .. يزق .

ضجة هائلة بعد مؤتمر صحفي لوزير تعليم أثيرت حوله الأقاويل .. عن تطوير التعليم ، ونظام جديد للثانوية العامة وموادها في شعبها الثلاثة .. علمي علوم وعلمي رياضة وأدبى .. تحذف منها لغات ومواد، وتضاف مواد لمواد .. وبس خلاص .

وبالطبع .. سبق المؤتمر حملة  ممنهجة من إعلام متلقي .. عن جدوى الثانوية العامة ومواد مثل الجغرافيا واللغات والمواد الفلسفية والتاريخ .. تصور .

ويبدو أن الوزير ومعه إعلاميو تلقى التوچيهات لم يعرفوا أن هناك رجلا اسمه د. طه حسين أسموه عميد الأدب العربي .. أفنى حياته في دراسة الأدب .. ولم يفنها بالطبع في قلة الأدب .. مثل قدوات هذا الزمن من اللاعبين والراقصات والمغنين واراجوزات المهرجانات .

وأنه كان هناك رجل اسطوري اسمه جمال حمدان أفنى حياته في دراسة عبقرية وشخصية مصر .. دون أن يقول عاقل أنه ضيع حياته هدرا .. 

وان هناك رجل كان اسمه عبد الوهاب المسيري أفنى حياته في دراسة التاريخ .. وخرج علينا بايقونته الفريدة .. موسوعة اليهود .  واليهودية والصهيونية

وان هناك سيدة فاضلة اسمها بنت الشاطىء .. درست العربية  والفلسفة .. باحتراف .

وان هناك فلاسفة وأدباء من نوعية زكى نجيب محمود  .. أفنوا حياتهم في دراسة علم النفس أو الفلسفة .. دون كلل أو ملل .

أما اللغة .. فحدث ولا حرج .. 

انتبه إليها محمد علي باشا .. فآسس مدرسة الألسن .. كلية الألسن حاليا .. وكان بعيد النظر .ومات ولم ير أو يسمع أحفاده العاقين ..  يطالبون بإلغائها .

نحن في زمن .. غير الزمن .ومعايير غير المعايير.. وأناس غير الناس .

سمعنا منذ ولادتها، وصرنا فئران تجارب لتطوير التعليم .. بداية من د . فتحى سرور  ود.حسين كامل بهاء الدين .. ونلغي ستة سادسة ولا نخليها .ومرورا بمن جاءوا بعده ، وانتهاء بعصر التابلت .. وإلغاء مواد وإبقاء مواد .

لم نفكر في تطوير المدرس علميا وماديا .لم نفكر في إبقاء الطالب داخل فصل درسه.. بعيدا عن سناتر الدروس الخصوصية .

لم نفكر في حاجتنا لمحامى أو محاسب أو مدرس أوعالم تاريخ أو جغرافيا أو علم نفس أو فيلسوف .

ولكننا فكرنا بعقلية الحجر قبل البشر السائدة حالياً في كل مناحي حياتنا .

ويبدو أن سعد باشا لم يقل مقولته الخالدة .. مفيش فايدة .. من فراغ .

ويبدو أن كله عند وزراء التعليم في بلدنا .. صابون .
-------------------------------
بقلم: خالد حمزة
[email protected]

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | وديتوا الحمير فين؟